عدسة الجرمق ترافق الفلسطيني رفيق نصرة في زيارة مؤثرة لقريته المهجرة في كويكات
خاص- الجرمق

في مشهد مؤثر يعكس وجع التهجير وعمق الانتماء، رافقت عدسة الجرمق الفلسطيني رفيق نصرة في زيارة استثنائية إلى قريته المهجرة "كويكات"، الواقعة شمال شرق عكا، والتي هجر أهلها خلال نكبة عام 1948.
وقال نصرة إن قريته كانت منطقة حيوية تمر بها الطرق بين الشمال والجنوب، وكانت تتميز بطبيعة زراعية، وأراضٍ خصبة.
وأشار نصرة خلال الجولة إلى أن مساحة أراضي كويكات بلغت حوالي 4500 دونم، وجميعها صودرت ولم يتبقَ منها شيء لأهل القرية المهجّرين.
وأضاف أن كويكات كانت تمتلك مدرسة ابتدائية، يتعلم فيها الأطفال حتى الصف الرابع قبل الانتقال إلى قرية جارة تُدعى "طوبر"، موضحًا أن هذه المدرسة تحولت اليوم إلى نادٍ ليلي، تُقام فيه الحفلات والسهرات في فصل الصيف، ما يراه نصرة إهانة لذكريات أجداده وأهله الذين هجّروا منها قسرًا.
وخلال زيارته، استذكر نصرة تفاصيل التهجير، قائلًا إن الاحتلال الإسرائيلي نفّذ هجومًا على القرية فجر يوم 19 أيار/مايو عام 1948، بقيادة ضابط يُدعى دوف، والذي التقاه نصرة لاحقًا بعد أن غيّر مواقفه. وقال الضابط في شهادته لنصرة: "كنا ننتظر فقط الأوامر لنضرب، العنف كان متجذرًا فينا، وكانت الأوامر أن نقتحم القرية ليلًا، دخلنا الساعة الخامسة صباحًا، وكانت جثث الحمير تملأ المكان، فما بالك بالبشر؟".
وأوضح نصرة أن الهجوم تسبب في تهجير سكان القرية شرقًا باتجاه الحدود اللبنانية، إذ كانت أقرب وجهة للفرار. وبيّن أن المسافة بين منزله اليوم والمنزل الذي هجّر منه عام 48 لا تتعدى كيلومترًا واحدًا من حيث المسافة الجوية، مؤكدًا أن أرضه الحالية تلامس أرضه الأصلية.
وأشار إلى أنه تمكن من دخول قريته بعد سنوات، مستغلًا صدفة وجود بوابة مفتوحة وسيارة تسمح بالدخول، لكنه شدد على أن الفلسطيني صاحب حق، وأن كل محاولات منعه من دخول أرضه لن تُفلح في طمس هويته وحقه في العودة.
وفي إشارة إلى التمييز المستمر، لفت نصرة إلى وجود مسبح عام في المنطقة، لكنه غير متاح للعرب، في مشهد يعكس سياسات الإقصاء والتمييز العنصري.
واختتم نصرة حديثه بالتأكيد على التمسك بحق العودة، قائلًا: "هذه أرضنا، وهذا وطننا، وهذه جذورنا التي لا يمكن أن نتنازل عنها. سنبقى نعمل من أجل العودة، ولا عودة عن حق العودة، لأنه حق مقدس".