الهجوم الإيراني على معهد "فايتسمان" – "وايزمان"للعلوم يحمل دلالات هامّة في سياق المواجهة


  • الأحد 15 يونيو ,2025
الهجوم الإيراني على معهد "فايتسمان" – "وايزمان"للعلوم يحمل دلالات هامّة في سياق المواجهة
توضيحية

استهداف معهد ״فايتسمان״ - ״وايزمان" له رمزيّة كبيرة. هذا المعهد على اسم حاييم وايزمان قائد الحركة الصّهيونيّة لعقود. وكان للمعهد دورًا بارزًا في تسليح وتطوير أسلحة الهاغاناة في دورها في حرب 48 / النّكبة. هو أحد أبرز المؤسّسات العلميّة والبحثيّة في اسرائيل ويُطلق عليه اسرائيليًّا اسم "جوهرة التّاج"  في البحث العلمي الإسرائيلي. في قراءة هذا الاستهداف لا يمكن  النّظر اليه مجرّد ضربة لمبنى  بل هو ضربة رمزيّة لمكانة اسرائيل العلميّة والتكنولوجيّة والتي تُعدّ جُزءًا أساسيًّا من قوّتها.

استهداف معهد "فايتسمان" من قبل إيران هو فعل رمزي واستراتيجي يحمل رسالة تصعيد واضحة ويهدف إلى إظهار القدرة على الرّد بالمثل على الهجمات الإسرائيليّة ضد المراكز البحثيّة والعلماء في إيران ويغيّر من ديناميكيّة المواجهة نحو أهداف ذات طبيعة أوسع وأكثر حساسيّة.

على الرغم من أنّ المعهد يعتبر مؤسّسة بحث علمي مدني إلا أنّ للعديد من الجامعات والمؤسّسات البحثيّة الإسرائيليّة روابط وثيقة بالمؤسّسة العسكريّة والصّناعات الدفاعيّة.

معهد "فايتسمان" لعب دورًا تاريخيًّا في تطوير القدرات العسكريّة والتكنولوجيّة الإسرائيليّة.  بالتالي قد ترى إيران في استهداف مثل هذه المؤسسات ضربة ذات تأثير مزدوج.

استهداف مؤسّسة علميّة مدنيّة مرموقة يمثّل تصعيدًا في طبيعة المواجهة. فبدلاً من التركيز فقط على الأهداف العسكريّة الواضحة يشير هذا النوع من الاستهداف إلى توسيع نطاق الأهداف المحتملة.

يؤسّس هذا الاستهداف إلى تحوّل في قواعد الاشتباك يفرضه الايراني في مسار المواجهة. إذا كانت إسرائيل قد استهدفت في السّابق علماء ومنشآت إيرانية فإن استهداف مؤسّسة علمية إسرائيليّة يشير إلى أن إيران قد ترد بالمثل على أهداف ذات طبيعة "علميّة" أو "بحثيّة" إسرائيليّة.

يبدو أنّ الايراني يسعى من خلال هذا الاستهداف إلى إظهار قدرته على الوصول إلى أهداف حسّاسة داخل إسرائيل وبالتالي بناء نوع من الرّدع المتبادل. هي رسالة مفادها: "إذا استهدفتم مراكزنا وعلمائنا فسنرد باستهداف ما هو حساس لديكم بالمثل".

وقد يكون الهدف أبعد من مجرّد الانتقام حيث تسعى إيران إلى إحداث استنزاف استراتيجي لإسرائيل من خلال استهداف نقاط قوّتها بما في ذلك بنيتها التحتيّة العلميّة والتكنولوجيّة.

استهداف فايتسمان الواقع جغرافيًّا في الوسط الإسرائيلي يعكس قدرة إيران على ضرب عمق الأراضي الإسرائيليّة  وتنوّع الأهداف التي يمكن أن تستهدفها بما يتجاوز الأهداف العسكريّة التقليديّة.

يبدو أنّ هذا الهجوم يندرج ضمن سياسة "العين بالعين" في الرّد ولم يكن صدفة.  فإذا كانت إسرائيل تستهدف بشكل متكرّر قدرات إيران النوويّة والعلميّة عبر استهداف العلماء والمنشآت فإن إيران تردّ باستهداف ما تعتبره أهدافًا إسرائيليّة مماثلة.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر