هل ستُمهد الصفقة المرتقبة لتسوية نهائية وطويلة الأمد؟
خاص- الجرمق

تدخل تطورات الحرب على غزة مرحلة مفصلية في ظل تصاعد الحديث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار، تدفع إليه متغيرات ميدانية وسياسية أبرزها صمود المقاومة الفلسطينية وتداعيات الحرب على إسرائيل والإدارة الأميركية.
وتشير التحليلات إلى اقتراب الأطراف من اتفاق يتضمن تهدئة طويلة الأمد، في وقت يحاول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض أجندته الإقليمية من خلال التدخل في ملف الحرب والضغط على حكومة نتنياهو. وفي المقابل، يظهر تفكك داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، مع تراجع تأثير وزراء اليمين المتطرف وسط ضغوط دولية متزايدة.
وفي ظل هذه التطورات، يُطرح التساؤل حول مصير قطاع غزة، ومستقبل التسوية السياسية، وما إذا كانت التحركات الجارية ستقود إلى حل فعلي أم مجرد إعادة إنتاج للأزمات في سياق جديد.
صمود الغزيين..
في هذا السياق، يقول الخبير في الشأن السياسي، خالد زبارقة، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بات في مراحله النهائية، وسط توجه إيجابي من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرًا إلى أن "الصمود الأسطوري" في غزة هو العامل الحاسم الذي دفع جميع الأطراف نحو هذا الاتفاق.
يوضح زبارقة لـ الجرمق أن الجهود الجارية تهدف إلى وقف شامل للحرب، وأن هناك معطيات تؤكد وجود صفقة متقدمة تشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا على الأقل، كمرحلة أولى قد تؤسس لتسوية نهائية.
ويعتبر زبارقة أن التدخل الأميركي، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، جاء بعد إدراك الإدارة الأميركية أن إسرائيل "تنزف وفشلت فشلًا ذريعًا"، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب ألحق أضرارًا سياسية فادحة بالمصالح الأميركية والإسرائيلية على حد سواء، وأثّر سلبًا على الاستقرار الإقليمي.
ويضيف أن ترامب قدّم الدعم السياسي والعسكري لحكومة نتنياهو، لكنه في الوقت ذاته أدرك لاحقًا أن الكلفة الاستراتيجية لتواصل الحرب أصبحت مرتفعة جدًا، ما دفعه للضغط باتجاه التوصل لاتفاق يضع حدًا للعدوان الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بمواقف وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، قال زبارقة إن أمثال بن غفير وسموتريتش "تم استهلاكهم كشماعات لاستمرار الحرب".
ويضيف، أن تأثيرهم بات هامشيًا ولم يعد لهم وزن سياسي حاسم في اتخاذ القرار، خاصة في ظل التحولات الدولية والداخلية الضاغطة على نتنياهو.
هل الحل عادل للغزيين؟
ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، إنه، "يبدو أن ترامب يسعى لخلق واقع حتى لو بالكلام لنهاية الحرب وهذا الموقف الأمريكية في نهاية المطاف ولكن هذا لا يعني أنه سيكون هنا حل عادل لأهالي غزة ولا يعني أن يكون هناك نوع من الحل للقضية الفلسطينية".
ويتابع لـ الجرمق، "ترامب يسعى إلى مسعى إقليمي واسع ضمن سياساته الدولية وتغيير الواقع عالميا، حيث يسعى لمسعى إقليمي لوقف الحرب وضم دول جديدة للاتفاقات الإبراهيمية وهذه الاتفاقات لا يتحدث ترامب فيها عن السلام".
ويردف، "ترامب في ورطة لأن حتى مشروعه الإقليمي ليس بالضرورة أن يسير إلى الأمام لأنه حتى التطبيع لا توجد قوة في إسرائيل تلتزم باستحقاقات ذلك وتحديدا التطبيع مع السعودية الذي تسعى له الولايات المتحدة".
ويقول، "في الوقت الحالي، ترامب يلوح بنهاية الحرب ويبدو أن نهاية الحرب تنضج إسرائيليا ولكن ماذا سيحدث من الآن حتى نهاية الحرب؟ هل سيبقى قطاع غزة كله محتلا وهل ستواصل عربات جدعون دورها أم ستنهيه وهو إفناء الوجود الفلسطيني، فالوضع في غزة الآن تم تفكيك الوجود الفلسطيني، وتم تفكيك المدن والبلدات".