شقيقات حرفيش.. حكاية عائلة فلسطينية تهرول للعلم بكل أجيالها

"لم نعش فرحة كهذه طوال حياتنا"، بهذه الكلمات بدأت جمان سابق من قرية حرفيش في منطقة الجليل سردها لقصة نجاحها وأخواتها ناهدة ورندة وهديل ونيل درجة الماجستير في تخصصات مختلفة.
وتقول جمان سابق وهي واحدة من الأخوات الأربعة إنها وشقيقاتها تخرجن يوم الأربعاء الماضي، موضحةً أنها وشقيقتها ناهدة درستا تخصص التربية الخاصة في البكالوريوس، وأكملتا دراسة الماجستير في تخصص العسر التعليمي.
وأما رندة وهديل فدرستا تخصص الرياضيات في البكالوريوس وأكملتا شهادة الماجستير في تخصص التربية والتعليم، حيث درست الأخوات الأربعة في الكلية الأكاديمية العربية في مدينة حيفا.
وتوضح جمان في حديثٍ مع الجرمق أنها وأخواتها جميعهن يعملن في سلك التعليم، حيث تدرس جمان في قريتها التي نشأت فيها، قرية حرفيش.
وتلفت جمان إلى أن والدتها لم تتمكن من حضور حفل تخرجها وأخواتها، لأن حفل الكلية اقتصر على الطلبة الخريجين فقط، بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتقول جمان إن لوالدتها صالحة سابق، أثر كبير على سيرها وأخواتها في المجالات الأكاديمية، حيث أنهت والدتهن تعليمها في مدرسة الراهبات وبدأت بالتعليم فورًا، وتتابع جمان، "تزوجت والدتي من والدي وأنجبت شقيقتي البكر التي أنهت مع والدتي تعليم البكالوريوس وتخرجتا معًا".
وتكمل جمان بأن والدتها تقاعدت بعد أن عملت حوالي 36 عامًا كمعلمة تربية إنجليزية، حيث بدأت العمل من عام 1969.
وتسرد سابق شعور والدتها ووالدها بهذا النجاح قائلةً "معظمنا أمهات ونعرف ما شعر بها والداي عند تخرجنا.. لم نعش سعادة كهذه من قبل.. والدي ووالدتي كانوا فخورين جدًا بنا".
وتشدد سابق على أن والدتها عززت أهمية التعليم بها وأخواتها، وأن والدها حرص على دعمهن طيلة فترة تعليمهن، موضحةً أنهم في العائلة لا يبحثون عن لقب الشهادة والتعليم، بل يتعاملون مع العلم على أنه مصدر الثقة والقوة والسلاح.
وتلفت جمان إلى أنها تسلك نفس طريق والديها مع بناتها هيا وأمل اللواتي يدرسن تخصصات هندسة الكهرباء وهندسة البرمجة، وتتابع، "تعليمي وتربيتي في بيئة متعلمة و تهتم بالعلم عكس إيجابًا على تربيتي لبناتي".
وتؤكد جمان في حديثٍ خاص مع الجرمق على أنها لن تتوقف عند شهادة الماجستير، حيث تسعى لاستكمال درجة الدكتوراه بعد عامين، لافتةً إلى أن لديها طاقات كثيرة تريد استغلالها في التعليم.
وتتابع، "أحب وأريد أن أوسع معرفتي ومجال اختصاصي أكثر.. ومهما تعلمت دائمًا أشعر أن هناك ما زلت أجهله".
ووجهت جمان رسالة للإناث والفتيات في المجتمعات العربية بأن العلم هو سلاحهن في الأيام المقبلة وفي هذا العالم التكنولوجي الحديث، وأن يثبتوا للعالم الغربي بأن المجتمع العربي مليء بالطاقات والقدرات.