كيف يبدو وضع المدارس في أراضي48 عشية عودة الطلبة؟


  • الثلاثاء 31 أغسطس ,2021
كيف يبدو وضع المدارس في أراضي48 عشية عودة الطلبة؟

تفتتح المدارس في المدن والقرى الفلسطينية في أراضي الـ48 غدًا أبوابها أمام الطلبة على أن تتبع المدارس الخطة الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الصحة الإسرائيلية "خطة افتتاح السنة الدراسية" في ظل انتشار فايروس كورونا، تزامنًا مع دخول 15 مدينة وبلدة فلسطينية إلى الدائرة الحمراء وانخفاض نسب التطعيمات عمومًا في المجتمع الفلسطيني وبين صفوف الأطفال بشكل خاص.

وتفتتح المدارس في المدن والبلدات الفلسطينية الخضراء والبرتقالية أبوابها بالشكل المعتاد مع إجراء فحوصات بيتية للطلبة لتبيان المصاب بكورونا أو السليم، وهذه خاصة فقط لافتتاح العام الدراسي، في حين أن برتوكولًا فرضته وزارة الصحة الإسرائيلية على البلدات والمدن الفلسطينية التي دخلت الدائرة الحمراء.

ويقول رئيس لجان أولياء الأمور القطرية نديم مصري في حديثٍ خاص للجرمق إن المخطط الذي فرضته وزارة الصحة الإسرائيلية أمس يُشير إلى افتتاح العام الدراسي بشكل معتاد باستثناء البلدات والمدن الفلسطينية الحمراء، لافتًا إلى أن النظام فيها يدور حول افتتاح صفوف الأول حتى الرابع بشكلٍ اعتيادي، في حين تترك الصفوف الخامس حتى السابع  لمدير المدرسية لكي يقسم الطلبة وفق نظام المجموعات.

ويتابع للجرمق أن الصفوف من الثامن حتى الثاني عشر يجب أن تحوي نسبة تطعيم تفوق 70% في الصف الواحد وإلا فإنه يتم إغلاق الصف والانتقال لنظام التعليم عن بُعد، لافتًا إلى أن نسبة التطعيم في المجتمع الفلسطيني منخفضة جدًا لا تتعدى 35 حتى 40% بين الأطفال من سن 12 حتى 15، وترتفع قليلًا من سن 16 حتى 18 لكنها لم تصل للنسبة المطلوبة.

ويردف المصري أن البرتوكول في صفوف الثامن حتى الثاني عشر تشمل أيضًا الطلبة المتعافين من كورونا أو الذين تلقوا الجرعة الأولى من التطعيم، حيث يتم حسابهم من بين 70% لتشجيع الطلبة على التطعيم، واحتواء أجسام المتعافين أجسامًا مضادة.

فحوص بيتية

ويتابع نديم المصري في حديثه للجرمق أن البلدات والمدن الفلسطينية الخضراء والبرتقالية يتم فيها تقديم فحوص بيتية من جيل 3 سنوات حتى 15 سنة لإجراء فحص بيتي يظهر الطفل سليم أو معافى، وهذه فقط يتم اتخاذها في الأيام الأولى من العام الدراسي فقط.

ويضيف أنه لاحقًا يتم استبدال الفحوص البيتية بنظام حماية التربية وتحديدًا للبلدات والمدن الحمراء بإجراء فحوص عينية وتحديد الإصابات وفي حالة وجود طالب مصاب فيتم حجره وحجر الطلبة المخالطين مع إجراء فحوص لكامل الصف على أن يعود الطالب بعد 7 أيام، ويتم إجراء فحوصات يومية للطلبة في هذا الصف لمدة 7 أيام حتى يتم التأكد من سلامتهم.

ويتابع أن موقف اللجنة القطرية من هذا المخطط هو إيجاد حل جذري يضمن سلامة الطلبة وإعادتهم لنظام التعليم الوجاهي ورفض التعليم عن بعد لأنه غير ناجع في المجتمع الفلسطيني إذ يعني أن الطلبة لن يتعلموا.

ويتابع أن هناك صفوفًا سيعاني طلبتها نتيجة عدم الوصول لنسبة التطعيم المطلوبة في المجتمع الفلسطيني، خاصة ما بين جيل 12 حتى 18، ما يعني أن صفوفًا كثيرة سيتم إغلاقها في بداية العام الدراسي في البلدات والمدن الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذا إجحاف بحق الطلبة.

ويؤكد أن كل أربعاء سيتم دخول وخروج بلدات حمراء من ضمن الدائرة وكل المدارس التي ستدخل الدائرة الحمراء يتم اتباع النظام المقرر فيها من قبل وزارة الصحة الإسرائيلية بداية كل أسبوع.

ويقول شرف حسان رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في حديث للجرمق إن كل الخيارات التي سيتم اتخاذها للعودة إلى المدارس ليست سهلة، ولكن القرار بالعودة للتعليم الوجاهي هو الصواب، في ظل استمرار الأزمة وعدم ضمان نهاية لها، فخيار تأجيل افتتاح المدارس لن يفيد لأن التعليم عن بعد أثبت فشله خلال عام ونصف في المجتمع الفلسطيني، قائلًا، "معظم الطلبة لن يتعلموا إن تحوّل التعليم عن بعد".

وحول إغلاق الصفوف من الثامن حتى الثاني عشر إن لم تصل نسبة التطعيم لـ70% في البلدات الفلسطينية، يقول حسان في حديثٍ للجرمق إن هناك خسارة كبيرة لأن بعض الطلبة في هذه الصفوف يعانون من ظروف خاصة لن تمكنهم من الالتحاق بالتعليم عن بعد بالتالي خسارة صفوف دراسية بسبب هذا النظام.

ويضيف للجرمق أنه تم تقديم اقتراح على وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بأن يكون التعليم لهذه الفئات وجاهي في مجموعات خاصة وليس عن بُعد حتى لا يفقدون حقهم في التعلم.

إهمال للمجتمع الفلسطيني

ويتابع شرف حسّان أن "إسرائيل" أهملت المجتمع الفلسطيني ولم تقدّم التطعيمات للطلبة مع افتتاح العام الدراسي الجديد بشكل مناسب أو جدي وإنما تركزت حملة التطعيم للطلبة فقط في الأسابيع الأخيرة فقط قبل بداية العام.

ويضيف للجرمق أنه حتى حملة التطعيم فيها إشكاليات حتى الآن فالتوعية ليست جدية، وسيتم تقديم اقتراح التطعيم في المدارس للتسهيل على العائلات وبالتالي رفع نسبة المتطعمين بين الطلبة.

تخبط بين الأهالي 

ويقول رئيس لجنة أولياء الأمور في الناصرة  في حديث للجرمق إن تخبطًا وعدم ثقة تسود بين الأهالي بسبب عدم وضوح قرارات وزارتي الصحة والتعليم الإسرائيليتين، لافتًا إلى أن هناك أسئلة لا يوجد إجابات عليها من قبل الأهالي أهمها حول الفحص البيتي للطلبة في المراحل العمرية الصغيرة، وأسئلة حول توفير المطاعيم للطلبة ما فوق سن 12 عامًا.

ويُشير إلى أن الفحوص البيتية التي فرضتها وزارة الصحة الإسرائيلية لن تفيد خاصة في ظل توجس الأهالي وعدم فهمهم لطريقة عملها، وهذا ما ظهر أيضًا في شح الإقبال على أخذ هذه الفحوص لإجرائها في أول أيام الدراسة.

ويتابع للجرمق أن مدينة الناصرة حتى الآن شارتها برتقالية لكنها تنحدر باتجاه الحمراء شيئًا فشيئًا، ونسبة انتشار الفايروس فيها عالية، ونسبة التطعيم منخفضة  تبلغ 26% فقط بين جيل 12 حتى 15 عامًا وهو ما سيؤثر على وضع المدينة في الأيام القادمة وربما تتحول للأحمر.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر