تفاصيل مرعبة عن تعذيب "إسرائيل" للمعتقل محمد عثمان من عكا


  • الخميس 23 سبتمبر ,2021
تفاصيل مرعبة عن تعذيب "إسرائيل" للمعتقل محمد عثمان من عكا

"غطوا رأسي بـ كيس أسود لساعات، لم أعرف الوقت..هل جاء الليل أم أننا في وضح النهار"، هذا ما نقله سمير عثمان والد المعتقل من مدينة عكا محمد عثمان عن نجله بعد زيارته والحديث معه حول حالته الصحية وإجراءات التحقيق معه من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي.

واعتقلت القوات الإسرائيلية الشاب محمد عثمان بتاريخ 17 من أيار الماضي خلال أحداث هبة الكرامة، بعد أن أحاط به ما يقارب الـ50 جندي من قوات الشاباك واليسام والشرطة الإسرائيلية ووجهوا البنادق نحوه ومنعوا والده من الاقتراب منه.

ويقول والد المعتقل في حديثٍ للجرمق، "سمعت صراخ الجيران الذين قالوا لي إن قوة إسرائيلية تحيط بمحمد، فركضتُ نحوه لحمايته لكن عناصر الشاباك منعتني من الاقتراب منه ووجهت البندقية نحوي ثم اقتادوه لسيارة الشرطة".

ويتابع أن نجله محمد قبل اعتقاله بأسبوع تعرض لإصابة في قدمه بعد أن أصابت قدمه رصاصة من قناص إسرائيلي رصده وأطلق النار عليه لتدخل من جهة وتخرج من الجهة الأخرى ما أدى لنقله للمستشفى لتلقي العلاج، مستدركًا أن القوات الإسرائيلية لم يهمها أمر الإصابة رغم محاولاته إخبارهم أن محمد مصاب ولا يستطيع المشي سوى على عكازة.

تعذيب وحشي

ويروي والد المعتقل محمد عثمان أن نجله أخبره بطرق التعذيب الوحشية التي تمارسها أجهزة المخابرات الإسرائيلية بحق الشبان الفلسطينيين، ويقول إن الشاباك حقق مع نجله محمد لمدة 15 يومًا، وكان المحقق يأمره بالجلوس على كرسي دون ظهر لمدة 9 ساعات مع وضع الأصفاد في يديه وقدميه دون مراعاة مكان الإصابة.

ويتابع أن المحققين كانوا يضعون على رأس محمد كيس أسود، وفي أيام التحقيق الأولى لم يعرف الأوقات أو الساعة، مشيرًا إلى أن المحققين كانوا يطلبوا منه الذهاب للزنزانة ليوهموه أنه سيرتاح قليلًا من التحقيق ثم يعاودوا ركل باب زنزانته لاقتياده مرة أخرى للتحقيق بعد مدة قصيرة جدًا.

ويلفت سمير عثمان إلى أن المحققين الإسرائيليين تفننوا في تعذيب نجله، ويقول، "كان يطلب كأسًا من الماء ليشرب، ثم يتركوه لوحده، ساعة..اثنتان..ثلاثة..أربعة..وفي النهاية قد يأتي كأس الماء، وربما لا يأتي".

يتيم الأم وأصغر الأبناء

ويقول والد المعتقل أن نجله محمد أصغر أبنائه ويبلغ من العُمر 21 عامًا، ولم يتعرّض لأي اعتقال سابق في حياته ولم يمر بتجارب سابقة، لافتًا إلى أن المخابرات الإسرائيلية انتهزت هذه الفرصة وقامت بزج نجله في غُرف "العصافير" أي الجواسيس الذين تضعهم السلطات الإسرائيلية في زنازين كي توهم الأسير أنه خرج لأقسام السجن، لكن المحققين في حقيقة الأمر يضعون الأسير بين مجموعة جواسيس كي ينتزعوا منه اعترافًا.

ويتابع أن محمد تعرّض خلال وضعه في زنزانة "العصافير" لحالة من التضليل بعد أن أوهمه أحد "العصافير" أنه المسؤول عن الأسرى في السجن، وأنه يستطيع مساعدته، فما كان من محمد إلا أن روى له قصته، ليتفاجأ فيما بعد أن المحققين خلال التحقيق يعرفون ما قاله بالتفصيل.

ويقول سمير عثمان إن النيابة العامة الإسرائيلية وجهت لمحمد لائحة اتهام تتضمن 8 تهم، منها إشعال حريق وضرب حجارة وتكسير سيارات شرطة إسرائيلية وغيرها من التهم التي صُدم منها المحامي والعائلة.

ويلفت عثمان للجرمق أن المخابرات الإسرائيلية لم تسمح له برؤية نجله في الشهر الأول من الاعتقال، وحتى لم تسمح له بالسلام عليه أو رفع يده من بعيد لطمأنة محمد، ويقول، "بعد شهر من الاعتقال قدم المحامي طلبًا للقاضي كي أرى محمد وحدي، فأمه متوفية وهو يتيم الأم ولا أحد غيري أحق من رؤيته بعدها، لكنهم منعوني حتى من رفع يدي له من بعيد..".

ويقول عضو اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا عن محمد تعرّض للتعذيب الوحشي كغيره من معتقلي عكا والشبان الأسرى في الـ48، مضيفًا أن محمد اعتقل وهو مصاب في قدمه إضافة إلى أنه أجرى عملية منذ أشهر في وجهه ويحتاج لعناية خاصة، لكن السلطات الإسرائيلية لم تنقله للمستشفى رغم أن حالته كانت تستدعي ذلك.

ويتابع حلواني أن السلطات الإسرائيلية اكتفت بفحصه من قبل طبيب السجن وهو طبيب غير مختص، ويقوم بالفحص الخارجي فقط، في حين أن حالة المعتقل تستدعي معاينته من قبل طبيب مختص خاصة لإصابته في قدمه وفي وجهه.

ويشير للجرمق محمد حلواني أن اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا تتابع ملفات المعتقلين مع الأهالي والمحامين، لافتًا إلى أن اللجنة تتحضر للإعلان فعاليات وطنية مستقبلية خلال الأيام القادمة.

ويُشار إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت منذ أيار الماضي حوالي 300 شاب فلسطيني من عكا، لا يزال 22 منهم يقبعون في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى إطلاق سراح 8 شبان شبان ليتابعوا ملفاتهم خارج السجن مع شروط بالحبس المنزلي والإبعاد عن مدينة عكا.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر