بعد أن جلبتهم لاستيطان قرية الجماسين ومنع أهلها من العودة.. إسرائيل تخلي يهودًا شرقيين من حي قرب يافا لصالح شركة استثمارية


  • الاثنين 15 نوفمبر ,2021
بعد أن جلبتهم لاستيطان قرية الجماسين ومنع أهلها من العودة.. إسرائيل تخلي يهودًا شرقيين من حي قرب يافا لصالح شركة استثمارية

أخلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الإثنين حي "جفعات عامال" بتل أبيب والمقام على أنقاض قرية الجماسين المهجرة بإخراج حوالي 40 عائلة يهودية منه بحسب وسائل الإعلام العبرية.

وذكر موقع "واي نت" العبري أن الشرطة الإسرائيلية وصلت إلى الحي صباح اليوم من أجل تنفيذ أوامر الإخلاء في آخر العقارات المتبقية فيه، بحيث سيتم إجلاء السكان اليهود وتسليم الحي لشركة استثمارية إسرائيلية كانت قد اشترت الحي لتقيم عليه عمارات ومجمعات سكنية.

واستوطنت هذه العائلات اليهودية الشرقية القرية التي أصبحت حي من أحياء تل أبيب، عام 1947 وذلك بعدما جُلبت لتحتل القرية وتسكنها مؤقتًا لمنع أصحابها الفلسطينيين من العودة لها بحسب نشطاء.

أصل "الحي"..قرية مهجرة

وقال الناشط السياسي غسان منيّر إن "الحي" أقيم على أنقاض قرية الجماسين الغربية المهجرة، التي تم تهجير سكانها الأصليين عام 1947، لتستوطن فيها عائلات يهودية شرقية بأمر من بن غوريون آنذاك بشكل مؤقت لحين إيجاد سكن دائم لهم في مكانٍ آخر.

وتابع في حديثٍ للجرمق أن "الحي" الآن ابتلعته مدينة "تل أبيب" وأصبح جزء منها، إذ يقع على أغلى منطقة عقارية في "إسرائيل"، والذي أقيمت بجانبه عمارات وناطحات سحاب سكنها في السابق ضباط ووزراء إسرائيليين.

وأشار إلى أنه عام 1947 تلقت العائلات اليهودية وعودًا من بن غوريون بأنهم سيستوطنون القرية مبدئيًا بحيث يتم تأمين سكن لهم مستقبلًا، لافتًا إلى أنه على مدار سنوات حاولت "إسرائيل" إخراج العائلات دون تأمين سكن أو تعويض لهم لكن العائلات رفضت الخروج بحجة أن بن غوريون من أحضرهم ليحتلوا القرية حتى لا يعود لها سكانها وليسوا هم من حضروا من تلقاء نفسهم.

وتابع أنه عام 1988 قامت شركة إسرائيلية استثمارية بشراء "الحي" من دائرة أراضي "إسرائيل" لإقامة عمارات وناطحات سحاب عليها كباقي أبنية "تل أبيب".

خلاف مالي

وأشار إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حاولت إخراجهم ودفع تعويضات لهم، مع موافقتهم على هذه الشروط وتلقي التعويض، إلا أنها لم توضح طريقة تسليم التعويض وحيثياته، مشيرًا إلى أن مسألة الخلاف بين الحكومة الإسرائيلية والسكان هي خلاف مالي على سعر المنازل ومقدار التعويض ليس إلا.

وأضاف للجرمق أنه الآن وبحسب قرار المحكمة الإسرائيلية يجب إخلاء "الحي" والسكان اليهود يرفضون الخروج منه لأن الحكومة لم تسلّمهم حتى الآن التعويض بشكل فعلي.

قرية الجماسين المهجرة

تهجّر أهالي قرية الجماسين عام 1947 بعد أن أقدمت العصابات الصهيونية آنذاك على تهجير القرى المجاورة وقمعهم وقتلهم، ما دفع سكان القرية إلى الخروج منها على أمل العودة إليها بعد أن يعم الهدوء بحسب شهادات بعض الأهالي.

وهاجر أهالي قرية الجماسين الأصلية إلى مدن فلسطينية أخرى، وسكن أغلبهم في مخيمات مدينة نابلس، كمخيم بلاطة وعسكر بشقيه الجديد والقديم، وهاجرت بعض العائلات في النكسة إلى الأردن واستقروا بمخيمات الحسين والبقعة.

وسميت قرية الجماسين بهذا الاسم نسبة إلى عمل أهلها بالجواميس ورعايتهم لها، وتقع الجماسين قبل مصب نهر العوجا بأكثر من ثلاثة كيلو مترات، وتقع إلى الشمال من مدينة يافا، وتبعد عنها 7كم.

وينبت في قرية الجماسين أشجار السرو والتين وشوك المسيح ونبات الخروع، وسكن القرية قبل الهجرة عائلات منها، عائلة أبو شحادة، وعائلة مراحيل، وسروجي وأبو عوض، ومسيمي.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر