ما الذي يريده نتنياهو من إضافة بنود جديدة على شروط صفقة التبادل في بيانه الصادر عن مكتبه؟

أصدر


  • الاثنين 8 يوليو ,2024
ما الذي يريده نتنياهو من إضافة بنود جديدة على شروط صفقة التبادل في بيانه الصادر عن مكتبه؟
نتنياهو


أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بيانا وضع فيه عدة "مبادئ" بشأن صفقة تبادل الأسرى حيث قال، إنه "يواصل تمسكه الثابت بالمبادئ التي اتفقت عليها إسرائيل" والتي تتمثل بأن "أي صفقة ستسمح لإسرائيل بالعودة للقتال حتى تتحقق جميع أهداف الحرب؛ لن يُسمح بتهريب الأسلحة إلى حماس عبر حدود غزة مع مصر؛ لن يُسمح بعودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة؛ إسرائيل ستعمل على زيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إعادتهم من أسر حماس".

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنه خلال المداولات التي عقدها قبل أيام، أضاف نتنياهو شرطا إسرائيليا جديدا في إطار المفاوضات عبر الوسطاء مع حركة حماس، يتمثل بـ"تفتيش المواطنين الغزيين العائدين إلى شمال القطاع"، ونقلت القناة عن مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية تقديراتهم بأن "حماس غير مستعدة للموافقة على هذا الطلب".

وأُصدر البيان بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" قبل جلسة للمداولات بشأن صفقة تبادل الأسرى مع وزير الجيش الإسرائيلي وقادة وقادة الجيش والأجهزة الاستخباراتية، ووفقًا للصحيفة فإن بيان نتنياهو صدر دون التنسيق مع قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

ما الذي يريده نتنياهو؟

ويقول المحلل السياسي والباحث جمال زحالقة، "نتنياهو لا يريد صفقة لأنه يخشى أن يؤدي ذلك لإنهاء الحرب ثم سقوط الحكومة وحدوث انتخابات ومحاسبته على كل حدث، فبالتالي سيكون في وضع صعب".

ويتابع للجرمق، "نتنياهو يعتقد أن مواصلة العمليات العسكرية تحقق إنجازات يعود بها للشارع الإسرائيلي لينتخبه مرة أخرى، وفي نهاية المطاف حسابات نتنياهو شخصية رغم أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدعم مقترح الصفقة المطروح على الطاولة الآن لكن نتنياهو يسعى لنسفه".

ويقول للجرمق، "طريقة نتنياهو هذه المرة بإفشال المفاوضات بإصدار بيانات متشددة بأنه لن تكون هناك نهاية للحرب وهو يأمل أن يؤثر ذلك على موقف حركة حماس ويجعلها تتشدد في مواقفها وتتراجع عن الصفقة وعندها سيقوم بتحميلها المسؤولية".

ويضيف للجرمق، "لا أعتقد أن الصفقة ستُنسف بالأيام القريبة، ونتنياهو يسعى للمماطلة حتى يزور الكونغرس ويلقي خطابه ويلتقي ببايدن وهو لا يريد أن يعكر صفو هذه الزيارة بإفشال الصفقة، ولذلك سيؤجل إفشالها بعد خطابه بالكونغرس".

ويضيف للجرمق، "من يتخذ قرار الموافقة على الصفقة هو الحكومة الإسرائيلية أو الكابينت وليس المؤسسة العسكرية، فهي تعطي توصية فقط وهناك إجماع لدى الشاباك والموساد وقيادة الجيش وحتى القيادات العسكرية في الاحتياط كلهم بصوت واحد يقولون إنه يجب أن تكون صفقة قريبة وهذا يضغط على نتنياهو ولكنه غير كافي، وبالمقابل هناك ضغط ثاني على نتنياهو وهم سموتريتش وبن غفير يقولون إنه إذا أُبرمت صفقة ستسقط حكومتك".

ويردف، "نتنياهو سيحاول أن يجمع بين الأمرين، قد يسعى إلى صفقة لمرحلة أولى فقط ليعود بعدها للحرب، وهو أعلن بمقابلة مع القناة 14 العبرية التابعة له أنه يريد أن تكون صفقة بمرحلة أولى فقط ثم يعود بعدها للحرب، وما يريده نتنياهو بكل السيناريوهات ألا تنتهي الحرب، هذا هو الأمر الأساسي في كل تكتيكات نتنياهو".

ويوضح أن، "رسائل نتنياهو وتصريحاته وتسريباته تُرسل لعنوانين، هما القاعدة اليمينية المتطرفة التي يقول لها إنه لا يريد إنهاء الحرب، والعنوان الثاني هو حركة حماس، حيث يقول لهم، ’لا تحلموا بأن تنتهي الحرب وسنواصل القتال’ وهو يسعى بذلك للضغط على حركة حماس حتى لا توافق على الصفقة".

وحول الوقت الذي ستستغرقه مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، يقول زحالقة، "لا يمكن توقع الوقت، ولكن نتنياهو لن يُفشل الصفقة قبل أن يُسافر للولايات المتحدة لأنه في حال قرر إفشالها قبل ذلك سيدخل في مواجهة مع الأمريكيين والولايات المتحدة التي أعلنت بشكل صريح أن موقف حماس جيد ويمكن التفاوض حوله، ولكن شخص واحد يقول غير ذلك وهو نتنياهو ولكنه في ذات الوقت رئيس الحكومة وصاحب القرار وبيده كل الأمر، وبالتالي ستأخذ المفاوضات أسابيع ولكن لا يمكن توقع الوقت".

ويردف للجرمق، "باعتقادي لن تكون هناك صفقة مع وقف دائم لإطلاق النار، ونتنياهو يسعى لأن تتم المرحلة الأولى من الصفقة فقط على الأقل في المستقبل المنظور".

خطاب نتنياهو في الكونغرس

ويتابع زحالقة للجرمق حول خطاب نتنياهو في الكونغرس في 24 من يوليو/تموز الجاري، "لا أحد يعرف ماذا سيقول نتنياهو فهو يريد أن يقوّي موقفه ويؤيد المزيد من الدعم الأمريكي لإسرائيل والمزيد من الأسلحة ويريد أن يخلق انطباعا لدى الكونغرس أن إسرائيل هي من تدافع عن الحضارة الغربية لتقوية العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لا يرى نتنياهو أن هذه العلاقة تمر فقط عبر بايدن وإنما أيضا تمر عبر الكونغرس ونتنياهو له تأثير كبير على الجمهوررين في الكونغرس لأنهم يدعمونه، وبالتالي متوقع أن يضر خطابه بايدن ويفيد ترامب".





 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر