ماذا بعد قصف "تل أبيب" والرد عليه؟ هل ستُفتح جبهة جديدة مع اليمن هدفها قلب "إسرائيل"؟


  • الأحد 21 يوليو ,2024
ماذا بعد قصف "تل أبيب" والرد عليه؟ هل ستُفتح جبهة جديدة مع اليمن هدفها قلب "إسرائيل"؟
تل أبيب

هدد قيادات في جماعة أنصار الله الحوثي أن القصف الإسرائيلي على مدينة الحديدة في اليمن لن يمر دون رد ولن يثني الجماعة عن نصرة الشعب الفلسطينية.

وهدد عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" محمد البخيتي أن التصعيد الإسرائيلي سيقابل بتصعيد من قبل الحوثيين في اليمن.

ويأتي ذلك بعد إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرات مقاتلات إسرائيلية هاجمت أهدافا في مدينة الحديدة اليمنية.

وقال الجيش في بيانه إن الغارات جاءت ردا "على مئات الهجمات على إسرائيل في الأشهر الأخيرة"، أبرزها هجوم بطائرة مسيرة استهدف تل أبيب فجر الجمعة.

ويرى محللون سياسيون أن التصعيد من عدمه على كل الجبهات المساندة لغزة، ومنها جبهتي اليمن ولبنان مرتبط بالتصعيد من عدمه أو التهدئة من عدمها في قطاع غزة.

ويقول المحلل السياسي أمير مخول للجرمق، إن، "إسرائيل ترى الجبهات الإقليمية المشتعلة ضدها جبهات لوكلاء إيران وهي جبهات من قوى لا يوجد في دولة تستطيع أن تضبط الأمور وهي تقوم بشكل واضح بحرب استنزاف لإسرائيل بطبيعة الحال".

ويتابع للجرمق، "المميز الآن أي قصف تل أبيب بالمسيرة هو إثبات قدرات وثانيا تحويل إسرائيل إلى منطقة مستهدفة بشكل واضح بكل عمقها إذا واصلت الحرب على غزة وأيضًا هناك معطيات جديدة حتى بمفهوم الحرب الإقليمية لم تكن في السابق بتاتا، وفي موضوع المسيرات هناك مفاجأة فعلية استراتيجية ليست عادية".

ويضيف للجرمق، "أعتقد أن المسيرة التي قصفت تل أبيب والتي أسموها يافا هي في نهاية المطاف تأكيد على القدرات للحوثيين وأن هناك بنك أهداف استراتيجية إسرائيلية وهذا لم يعد احتكارا فقط على إسرائيل وإنما أصبحت هي بنك أهداف للآخرين وباتت تخضع لنفس المعادلة، وهذا تآكل في مفهوم الردع بشكل كبير جدا لدرجة اعتبار أن مسيرة يافا هي الحدث الأكبر من حيث نوعيته ووزنه بعد إعلان الحرب في 7 من أكتوبر".

ويقول، "إسرائيل الآن تريد أن يتجند العالم للقضاء على الحوثيين ولكن حتى الآن كل المحاولات الخليجية العربية والأمريكية لم تنجح في ذلك وأعتقد أن المعركة ليست سهلة إسرائيليًا وهناك رغبة لاستهداف إيران من قبل إسرائيل وأن تتجه الأنظار حول إيران وليس حول حرب الإبادة في غزة".

ويردف للجرمق، "إسرائيل تريد أن يتجند العالم وأن تعيد الدول العربية الخليجية إنشاء تحالف عسكري ضد إيران، وهذه المهام باتت أكبر من أن تنجح بها الدول العربية لأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فشلتا في هذه المهام بشكل ذريع".

هل ستندلع حرب إقليمية؟

ويقول المحلل السياسي أمير مخول، "لا يبدو أنه ستندلع حرب إقليمية ليس بسبب لجوء إسرائيل للتهدئة وإنما لا تستطيع أن تواجِه كل الجبهات، إسرائيل اليوم لديها أسئلة حول ’كيف نحمي العمق الإسرائيلي وكيف لا نخسر’ ولذلك الحرب الإقليمية مستبعدة ولا يوجد طرف معني بها لأنها ستكون حرب ذات بعد عالمي ولن يكسب أي طرف منها بشكل جدي وقد يكون ثمن الخسارة لكل طرف أكبر مما يجنيه من فادة".

ويوضح للجرمق، "في مفهوم الخسارة والفائدة في الحروب لا يوجد طرف معني بالحرب الإقليمية، أما إسرائيل فلديها خيار تهدئة كل الجبهات عن طريق التهدئة في غزة وإسرائيل بعكس ما كانت سابقا لديها خيارين إما وحدة جبهات مشتعلة أو وحدة جبهات هادئة عن طريق الهدوء في غزة، وحتى الآن نتنياهو لا يريد أن يحسم الأمر لصالح صفقة أو إنهاء الحرب التي عليها إجماع في إسرائيل ولكن الخلافات تتمحور حول الأولويات في الحرب".

ويقول مخول، "إسرائيل الآن في ورطة استراتيجية ولا تستطيع أن تواصل الأمور كأن شيئًا لم يكن، قصف اليمن قد يُشعل الجبهة الشمالية وقد يدفع إسرائيل لتوسيع نطاق الحرب في الشمال وهناك قوى تدفع بهذا الاتجاه في إسرائيل وقد يدفع القصف في اليمن نحو تهدئة من خلال التهدئة في غزة وهناك قوى تدفع أيضا بهذا الاتجاه في إسرائيل، ولهذا الأمور غير محسومة إسرائيليًا".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي والباحث صالح لطفي للجرمق، "ما قامت به إسرائيل أمس من إطلاق طائرات حربية إسرائيلية ضربت العمق اليمني وتحديدًا مدينة الحديدة لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية للحوثيين حملت دلالات مهمة للداخل الإسرائيلي الذي يعاني من إحباط جراء الحرب على غزة بسبب تفتت قوة الردع بشكل يومي مستمر أدى لخروقات نفسية داخل المجتمع الإسرائيلي عموما والمؤسسة الأمنية والعسكرية على وجه الخصوص".

ويتابع للجرمق، "الرد لا يتعلق فقط أن طائرة حوثية ضربت العمق الإسرائيلي في تل أبيب التي تعتبر جوهرة الكيان الصهيوني ليس فقط لدى المؤسسة المجتمعية الإسرائيلية في سياقها المدني والسياسي والاقتصادي وإنما لأن تل أبيب تشكل نموذج تاريخي لإسرائيل التي ارتبطت بها".

ويردف، "عندما يقوم الحوثيون بضرب العمق الإسرائيلي لا يمكن أن يُفهم هذا بشكل عابر لذلك كان الرد الإسرائيلي كبير جدا ولكن هل سيتطور الأمور لحرب شاملة، هذا مرتبط بالجهتين، فتصريحات نتنياهو وقادة جماعة أنصار الله كانت واضحة ولكن باعتقادي أن ما سيحدد زخم هذه التصريحات وإخراجها من مجرد تصريحات للإعلام وللمجموعات التي تحيط بالمجموعتين هي غزة".

ويتابع للجرمق، "إن ارتفعت وتيرة الحرب على غزة سترتفع وتيرة الهجمات الحوثية وإن خفّت ستخف بالمقابل الهجمات، المعادلة القائمة مرتبطة وجودا وعدما بما يجري على أرض غزة  بالتالي توقعاتي أن الوتيرة ستعود إلى ما كانت عليه بدليل أن الحوثيين ضربوا أمس إيلات وبالتالي هذا التطور مربوط بغزة".

ويقول، "السياق الثاني، ما يسمى بوحدة الساحات الذي ظهر منذ 9 من أكتوبر العام الماضي حتى الآن، بغض النظر عن مدى عنفوانية المصطلح ودقته ومستوياته تجاه ما يجري على أرض غزة سيحكم القضية هذه أن تحيل القضية من حرب منضبطة إلى حرب شاملة يتعلق أيضا بغزة".

ويضيف للجرمق، "لا نتوقع زخما للحرب مع اليمن كما في الشمال، أن يقوم الحوثيون بضرب مكثف لتل أبيب ولكن ستنتقل القضية من قضية وحدة الساحات إلى وحدة عالمية،ولكن لن يسمح المحور الأمريكي الذي جاء هارعا إلى إسرائيل في أكتوبر الماضي أن يحدث ذلك".

ويقول، "الولايات المتحدة الأمريكي تحركت إقليميا لضبط الحالة الحوثية الإسرائيلية وفق ما كانت عليه من معايير سابقة، أن تتطور المواجهة بمعنى أن تنشأ حرب ستدفع بكل المنطقة إلى الدخول في مواجهة، وهذا لن يكون".

ويختم، "الدول العربية تسعى بمجملها للتطبيع مع إسرائيل وتنتظر لحظة الخلاص من الحرب مع غزة لإعادة مسار التطبيع مع إسرائيل والمصالح الإقليمية في المنطقة تتوجه لإنهاء الحرب بغض النظر عن النتائج لإعادة إسرائيل إلى مربعها التي رسمته إسرائيل لها بأن تكون جزءا لا يتجزأ من الشرق الأوسط في سياق تطبيع شامل برعاية أمريكية بريطانية فرنسية وبعد ذلك دخلت على الخط دول أخرى".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر