لماذا اعتقلت الشرطة العسكرية جنود بالاحتياط في معتقل "سدي تيمان"؟
الجيش الإسرائيلي

شهدت قاعدة "سدي تيمان" بالنقب عصر اليوم الإثنين أحداث غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل، حيث اقتحم عشرات الإسرائيليين القاعدة على خلفية تعرض أحد الأسرى الفلسطينيين من غزة للاعتداء.
وقامت الشرطة العسكرية الإسرائيلية باعتقال عدد من أفراد الجيش الإسرائيلي المتهمين بالاعتداء على الأسير والذي تعرض للضرب المبرح، حيث تسسبوا له بجراح خطيرة بفتحة الشرج.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي "هرتسي هاليفي" إن هذه الاعتقالات التي نفذتها الشرطة العسكرية الإسرائيلية ستحمي الجيش الإسرائيلي أمام العالم.
كيف ستحمي الاعتقالات الجيش الإسرائيلي؟
ويقول المحلل السياسي أمير مخول في حديثٍ خاص مع الجرمق: "يعلم هاليفي أن قاعدة سدي تيمان العسكرية تحولت لسجن ومعتقل رهيب بكل المعايير الدولية، وهو يعتبر المنشأة الأسوء بين السجون الإسرائيلية، وقد يكون هناك معتقلات غيره غير معلن عنها، نتحدث عن الأسوء من حيث التعذيب والقتل والإساءة للأسرى حتى القتل والقضاء عليهم نفسيًا وجسدًا بكل الأشكال".
ويتابع، "هناك مؤسسات وتقارير صدرت عما يدور في هذا المعتقل وهذه التقارير ترفع للمؤسسات الدولية والأممية ذات الصلة".
لمتابعة آخر أخبار الترجمات تابعوا الجرمق| ترجمات عبرية
ويضيف، "بالنسبة لهاليفي يجب على إسرائيل أن تبرهن أنها تقوم بالإجراءات وفق القانون الدولي في حين هي لا تقوم بذلك واليوم كشف ذلك للجمهور، وقد تستفيد إسرائيل من هذا المشهد عبر التحقيق مع السجانين، أو الجنود الذين حبسوا الأسرى وهم مقيدين لـ 24 ساعة كل الأيام وطيلة الوقت، هم لا يرون النور بتاتًا ويجلسون على ركبهم طيلة الوقت".
ويردف مخول، "إسرائيل تحاول أن تقول إن الأسرى ليسوا بحالة جيدة لكن ما يفعل بهم لا يناقض القانون الدولي، وهناك إجراء لمعاقبة أي جندي يقوم بالاعتداء جنسيًا او غيره على الأسرى".
ويتابع، "إسرائيل تريد أن تري المحكمة أنها تقوم بالإجراءات القانونية، الجيش يريد أن يقول إن هناك إجراء قانوني لا يسمح بالمس بالأسير وحياته، لكن كل الإثبات تفيد بغير ذلك".
ويضيف، "اعتداء اليوم يثبت أن اسرائيل تتحول أكثر فأكثر إلى ميليشا وهذا التحول الكبير خطير وهذه ليست الميليشيات التي نشطت على مستوى شعبي في الشارع، إنما على مستوى حكومي بحجة الأمن والأمان".
إسرائيل تريد منع المحكمة الدولية من التدخل..
من جهته، يقول الخبير بالشأن السياسي خالد زبارقة لـ الجرمق: "إسرائيل اليوم تعلم جيدًا أنها تمارس الجرائم الدولية، جرائم بحق الانسانية وجرائم حرب بحق الأسرى الفلسطينيين، وأصبح العالم منفتح أكثر على ما يجري بالسجون الإسرائيلي وخاصة في معتقل سدي تيمان ومعتقلات أخرى التي يحتجز فيها أسرى فلسطينيين من غزة".
ويضيف، "إسرائيل تعلم أن هذه جرائم حرب وضد الإنسانية والقانون الدولي، لكن إسرائيل تعلم أنه في حال وجد داخل الدولة التي يتم فيها تنفيذ جرائم ضد الإنسانية، جهاز قضائي يقوم بالتحقيق بهذه الجرائم، فإن ذلك يحجب صلاحية تدخل المحاكم الدولية بملاحقة الجيش أو ضباط الجيش أو قادرة الجيش الذين أمروا بممارسة هذه الجرائم".
لمتابعة آخر الأخبار العاجلة تابعونا على تيلغرام| الجرمق الإخباري
وبختم بالقول: "بن غفير يريد أن يحمي الجنود والضبط الإسرائيليين الذين ينفذون هذه الجرائم من الملاحقة الإسرائيلية أيضًا ويعطيهم الدعم السياسي والشعبي لما يقومون به ويريد أن يفرض شرعية على الممارسات الإجرامية التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين".