ما دلالات زيارة وزير الخارجية الأردني لإيران؟


  • الاثنين 5 أغسطس ,2024
ما دلالات زيارة وزير الخارجية الأردني لإيران؟
أيمن صفدي وعلي باقري

أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي محادثات مع نظيره الإيراني بشأن التصعيد في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، وسط تأهب إسرائيلي لرد إيراني متوقع خلال الساعات أو الأيام القادمة في زيارة تعد الأولى لمسؤول أردني منذ سنوات لإيران.

للمزيد من أخبار الترجمة العبرية تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري/ترجمات عبرية"

وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن "الصفدي يزور إيران، لنقل رسالة من الملك عبدالله الثاني، إلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بشأن الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين".

دلالات زيارة الصفدي للأردن

ويقول المحلل السياسي د. سليم بريك المحاضر في العلوم السياسية إن، "زيارة وزير الخارجية الأردني لإيران مهمة وتتضمن رسائل لإيران واستقبال رسائل من إيران لربما لإسرائيل وبالتأكيد للولايات المتحدة الأمريكية".

ويتابع للجرمق، "الأردن موجود بمأزق الآن، في المرة الماضية عندما قامت إيران بقصف إسرائيل أغلب المسيرات والصواريخ أسقطت بواسطة الأردن أو بواسطة السنتكوم (القيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط) وشركائها حيث لديها قاعدة في قطر، والتي تعمل  الآن للتحضير للدفاع عن إسرائيل".

ويضيف للجرمق، "الأردن في حالة حرجة جدا من ناحية إيران تريد أن تنتقم لقائد فلسطيني ونحن نعرف أن غالبية سكان الأردن من الفلسطينيين، وتجد الأردن بشكل غير مباشر كونها قسم من المنظومة الأمريكية تجد نفسها تدافع عن إسرائيل ضد إيران، ولذلك هذا وضع مركب جدا".

ويردف، "باعتقادي هناك رسائل من الملك عبدالله لإيران لمحاولة تخفيف حدة هذه الأزمة لأن هذا يخدم الجميع، وثانيا محاولة التفاهم مع الإيرانيين لكي لا تكون الأردن نفسها عرضة لهجوم إيراني لأن إيران هددت أن ليس هدفها فقط إسرائيل وإنما أيضا من يدافع عنها".

ويقول للجرمق، "وزير الخارجية الأردني لم يزر إيران منذ 9 سنوات وهذه المرة الأولى وعلى ما يبدو السبب الحقيقي أن إيران تريد تحذير الأردن لأن غالبية المنطقة التي تفصل بين إسرائيل وإيران هي الأردن والعراق وجزء من سوريا ولذلك الأهمية القصوى بالنسبة لإيران كيف ستتصرف الأردن ولأي درجة ستتفاعل مع السنتكوم للدفاع عن إسرائيل في حال قامت إيران بضربها".

ومن جهته، يقول الباحث والكاتب جمال زحالقة للجرمق، "لا بدّ أن إيران طلبت من وزير الخارجية الأردني أن تكون الأردن على الحياد وهذا أضعف الإيمان، ألا تقوم بنفسها بإسقاط طائرات أو مسيرات أو صواريخ إيرانية وألا تسمح للطيران الأمريكي والفرنسي والبريطاني باستعمال أجوائها للتصدي للرد الإيراني، وهذا هو المطلب الإيراني الأساسي من الأردن".

ويتابع للجرمق، "لا بد أنه كانت رسائل أخرى لم يكشف عنها لأن اللقاءات كانت سرية بطبيعة الحال ولكن الذي قاله الإيرانيون بعد نيسان الماضي أن على الأردن أن تلتزم الحياد وأعتقد أن هذا المطلب الأساسي من الأردن، وفي حال كان هناك رد إيراني هم يطلبون منها ألا تتدخل".

ويردف، "استدعاء إيران لوزير الخارجية الأردني دليل على أن القضية جدية جدا ونحن نتحدث عن أمر غاية في الخطورة وليس مسألة عابرة وإنما خطيرة أن يكون هناك حرب اقليمية وخطر على الأمن القومي الإيراني وأن يكون رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني، ولهذا السبب من الطبيعي أن تستدعي إيران وزير الخارجية الأردني".

الرد الإيراني..توقيته وتبعاته

ويوضح المحاضر في العلوم السياسية سليم بريك للجرمق، "هناك 3 مركبات بالنسبة لتوقيت الرد، الأول أنه كلما طال الوقت بين عملية تصفية هنية وبين الرد، هذا سيضعف فاعلية الرد على الاعتداء، والمركب الثاني أن إيران وشركاءها كحزب الله والحوثيين بحاجة للترتيب والتنظيم والتخطيط، والمركب الثالث هو التحضير الأمريكي والإسرائيلي للرد على الهجوم، عامل الوقت من ناحية يصدم إيران ومن ناحية ثانية يضعف الرد الأمريكي ويساعد إسرائيل والولايات المتحدة وشركائهم مثل مصر والاردن للتحضير لتخفيف وطأة الضربة الإيرانية، عامل الوقت أصبح حاسم بالنسبة لإيران وممكن عليها أن تعمل بسرعة وهذا معناه عبر وسائل استخبارية أن الرد سيكون خلال اليوم أو غدا".

الفرق بين الرد الحالي والرد في نيسان الماضي

ويتحدث د. سليم بريك عن الفرق بين الرد الحالي من إيران على اغتيال هنية وعلى الرد السابق في نيسان/أبريل الماضي بعد قصف "إسرائيل" للسفارة الإيرانية في دمشق حيث يقول، "باعتقادي ما تعلمه الإيرانيون من أبريل الماضي وتصفية هنية هو الاختراق غير المحدود من قبل المخابرات الغربية والإسرائيلية للمخابرات والأجهزة الأمنية الإيرانية".

ويتابع للجرمق، " نحن لا نبالغ إن قلنا أن إيران مكشوفة بشكل مسبق أمام إسرائيل ودول الغرب، وبعد الصدمة بتصفية هنية في إيران، بدأ الاهتمام بمحاولة إخفاء نوايا إيران وتخطيطاتها والعمل على إلقاء القبض على العملاء الذين كانوا متورطين بتصفية هنية، ولكن الخشية الايرانية الآن أكثر بكثير بموضوع الاختراق الاستخباري على كافة الأصعدة".

وفي السياق، يوضح جمال زحالقة، "لا نعرف إذا إيران قررت متى يكون الرد ربما هي تصطاد فرصة معينة والأمر الوحيد المعروف حاليا أن إيران هذه المرة تقصد أن تُفاجئ، في المرة السابقة إيران قصدت ألا تفاجئ وكان الجميع يعرفون متى تكون الهجمة ومتى انطلقت الطائرات وكان هناك إمكانية لاعتراضها وكان عمليا هجوم إيراني ليس من أجل تدمير إسرائيل وإنما لتوجيه تحذير لها".

ويقول للجرمق، "الضربة السابقة كانت تحذيرية أما الآن بعد عملية الاغتيال وبعد حديث المرشد العام خامنئي والقيادة الإيرانية، هناك التزام بالقيام بعملية عسكرية لها وزن وتأثير، إيران تريد أن تفاجئ لا أحد يعرف كيف، لا يعقل أن يجري تكرار ما حدث في نيسان بنفس الطريقة والإعلان المسبق".

هل تندلع حرب شاملة؟

ويتابع جمال زحالقة للجرمق، "من الممكن أن تحدث حرب شاملة وأعتقد هذا أحد الدوافع للولايات المتحدة الأمريكية لنشر قوات ودفاعات جوية وبحرية وطائرات وتجهيزات من أجل الدفاع حتى لا تسقط صواريخ في إسرائيل هو ألا يكون الضرر كبير يدفعها لرد أكبر وعندها إيران سترد وسيتدهور الوضع نحو حرب إقليمية، الولايات المتحدة تعتقد أن بإمكانها ضبط الأمور من خلال تخفيف الأضرار على إسرائيل".

للمزيد من الأخبار تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري"

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر