نشطاء وقيادات في أراضي 48: تصريحات بن غفير تمثل جوهر المشروع الصهيوني


  • الاثنين 26 أغسطس ,2024
نشطاء وقيادات في أراضي 48: تصريحات بن غفير تمثل جوهر المشروع الصهيوني
بن غفير

استنكر نشطاء وقيادات في أراضي48 تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التي قال فيها إنه، يريد أن، "يبني كنيسا في المسجد الأقصى المبارك" صباح اليوم الإثنين.

وجاءت أقوال بن غفير خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي حيث قال إنه، "سيبني كنيسًا في  المسجد الأقصى"، الأمر الذي أثار أيضا جدلا في الحكومة الإسرائيلية وفي أوساط المعارضة أيضا.

وعقب وزير الداخلية الإسرائيلي، موشيه أربيل، من حزب شاس، قائلا إن "على رئيس الحكومة نتنياهو العمل فورا من أجل وضع حدود لبن غفير بخصوص أقواله هذا الصباح حول المسجد الأقصى وأقواله عديمة المسؤولية تشكل خطرا على تحالفات إسرائيل الإستراتيجية مع دول إسلامية التي تشكل تحالفا في الصراع ضد محور الشر الإيراني".

وأضاف أربيل أن "عدم إدراك بن غفير من شأنه أن يؤدي إلى سفك دماء".

وحذر وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، من خطورة أقوال بن غفير، وكتب في منصة "إكس" أن "تقويض الوضع الراهن في جبل الهيكل هو عمل خطير، لا ضرورة له وعديم المسؤولية. وأفعال بن غفير تشكل خطرا على الأمن القومي لدولة إسرائيل وعلى مكانتها الدولية".

وادعى غالانت أن "العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي أمس من أجل لجم هجوم حزب الله عززت دولة إسرائيل، وتصريحات بن غفير تضعفها".

وعقب رئيس المعارضة، يائير لبيد، بالقول إن "المنطقة كلها ترى ضعف نتنياهو مقابل بن غفير. وهو ليس قادرا على السيطرة في الحكومة حتى عندما تكون هذه محاولة واضحة لتقويض أمننا القومي. لا توجد سياسة، ولا إستراتيجية، ولا توجد حكومة في الواقع".

وقال رئيس "معسكر الدولة"، بيني غانتس، إن "لا أحد لديه توقعات من الوزير بن غفير، ولا من رئيس الحكومة الذي يسمح للمريض بإشعال الحرائق وعديم المسؤولية بجرنا نحو الهاوية مقابل هدوء سياسي. لكن يوجد في هذه الحكومة وفي الائتلاف أيضا جهات مسؤولة، والشعب يتوقع منكم أن تفعلوا شيئا. والتنديد والكلام الجميل لا يكفي هنا، والتاريخ سيحكم عليكم لأنكم كنتم جزءا من هذه الحملة الخطيرة".

ويقول الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، "أقول كما قال الشاعر كـ ’ناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل’ هي ليست فقط الصخرة وإنما هي الصخرة المباركة التي يقول بن غفير إنه ينوي أن يقيم بجانبها كنيسا، هذا اسمه المسجد الأقصى المبارك، بكل ساحاته بكل جندرانه أرضه وسمائه لم يكن يومًا إلا مسجدا ولن يكون إلا مسجدا".

ويتابع للجرمق، "أن يحلم بن غفير أن يكون في هذا المكان مسجد وكنيس هذه أحلام اليقظة وأحلام الظهيرة كما يقال وهذا جنون العظمة الذي يعيشه بن غفير في ظل وجوده كوزير بحكومة متطرفة هو أحد عناصرها، الأقصى المبارك كان دائما يحدث انعطافة في الأمة عندما يتهدده الخطر، لذلك اعتبر أن تصريحات بن غفير تصب الزيت على نار متأججة أصلا بالمنطقة".

ويردف، "بن غفير يبدو أنه يريد أن يعاكس تيار مشروع الصهيوني دائما سعى إلى إلا تكون المعركة معركة دينية والصراع صراع عقائدي، الصراع الديني والعقائدي ورمزيته تعني أن إسرائيل ليست بحالة صدام مع 14 مليون فلسطيني ولا مع 400 مليون عربي وإنما هي في صدام مباشر مع 2 مليار من المسلمين كلهم لهم ارتباط عقائدي مع المسجد الأقصى".

ويضيف، "بن غفير صبي مراهق أحلام اليقظة تجعله يعيش في حالة وهم غير مسبوقة، لن يكون المسجد الأقصى إلا الأقصى المبارك"، مضيفًا، "هناك ناطق رسمي باسم الحكومة الإسرائيلية يتحدث عنها بالأمور السياسية وهناك ناطق رسمي يتحدث عنها بالأمور العقائدية، وهو بن غفير".

ويتابع، "نتنياهو راض تماما عما يقول بن غفير، وهذا ينذر بـ خطورة المشهد لأن هذه الحكومة كلها الآن متوافقة على هذه السياسات وبالتالي ستقود المنطقة لحافة الهاوية، نتنياهو ليس بريء ولا يعفى من مسؤولية التصريحات التي يمكن أن تبنى عليها".

ومن جهته، يقول المحامي جمال فطوم للجرمق، إن "المقلق في هذه الطروحات والتصريحات ليس في هوية مطلقها لأنني أعتقد أنها تأتي في سياق ما تمت تسميته عند الصهاينة بـ "تغيير المفاهيم" منذ أحداث طوفان الأقصى، وهو وإن كان لا يتطابق صوريا مع طروحات البعض الصهيوني كالـ"حريديم"، أو عدم تغيير الوضع الراهن كما يدعي نتنياهو بتصريحاته، والتي يتم طرحها فقط لاسترضاء أبناء ’الحلف الإبراهيمي’ من أبناء جلدتنا، وعدم إحراجهم أمام شعوبهم، فهذا الطرح يتطابق بالنهاية مع جوهر الفكر الصهيوني العام بإلغاء الآخر والاستحواذ على الأرض والأماكن المقدسة عامة وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك".

ويضيف، "المقلق فعلا هو ما يحدث لنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني فمواقفنا ما زالت بإطار ردود الفعل الصوري، والذي ينعدم أي تخطيط وبرامج عملية وبناءة للحفاظ على مقدساتنا ووجودنا في وطننا".

ويردف للجرمق، "النخب المتسلطة عند الشعب الفلسطيني من "قيادات" و"سلطة" ما زالت تتحرك ضمن الدائرة التي تكرّست منذ عشرات السنين ولم تطور نفسها ولا نضالها بأساليب تتواءم وتتلاءم بتغيير الظروف والمفاهيم".

ويتابع، "علينا الآن أن نراجع أنفسنا ونتفهم الواقع الجديد وأن نغير مفاهيمنا وأن نبني برنامج نضالي محكم، لمنع تقسيم مكاني في المسجدالأقصى، فالهجمة عليه تتم بسابق إصرار وترصد لتحطيم آخر ما يجمعنا ككل فلسطيني وعربي وإسلامي وهو درة تاجنا الوطني والديني.. وحينها سنتحول فعلا إلى أفراد متفرقين لا يجمعنا أي وعي جمعيّ".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر