بعد إبعاده والتنكيل به.. "إسرائيل" تحرم طفلًا من النقب من التواجد على مقاعد الدراسة

بعد اعتقال دام لشهر كامل واجه الطفل نعمان ابن بري من رهط خلاله جميع أشكال التنكيل، قررت السلطات الإسرائيلية إبعاده عن عائلته حتى إشعار آخر، وطال هذا الإبعاد مدرسته أيضًا الذي انتظم التعليم فيها منذ شهر دون أن يكون نعمان على مقاعدها مع زملائه.
وتوضح حسنية والدة الطفل نعمان أن نجلها بدأ بتلقي العلاج في مؤسسة متخصصة في مدينة رهط، حيث يذهب بشكل يومي إلى رهط ويعود إلى بئر السبع حيث يعيش هناك منذ 5 أشهر بسبب قرار المحكمة بإبعاده.
وتلفت حسنية في حديثٍ مع الجرمق إلى أن نعمان، يمنع من الذهاب إلى مدرسته في رهط وتلقي التعليم، بسبب الإبعاد، وتتابع، "بدأ العام الدراسي منذ شهر تقريبًا ونعمان لا يذهب إلى مدرسته.. الغريب أنهم يسمحون له بالتوجه إلى المؤسسة في رهط لكنه يحرم من التواجد في منزله أو مدرسته اللتان تبعدان مترات قليلة عن المؤسسة".
وتؤكد ابن بري على أن نعمان كأي طفل فلسطيني يحق له أن يتعلم، وأنها حاولت التواصل مع جهات عديدة حتى تساعد نجلها، وتفك عزلته وإبعاده عن العائلة، لكن دون جدوى.
وتضيف، "أطالب جميع الجهات المسؤولة وأصحاب الكراسي بأن يأخذوا دورهم.. يوجد الكثير من الأطفال والشبان الذين لا يزالوا معتقلين منذ هبة الكرامة.. علينا أن نتكاتف جميعًا حتى نستطيع مساعدة هؤلاء الأطفال والشبان".
وتوضح الأم حسنية أن عناصر الشرطة الإسرائيلية اعتقلت نعمان أثناء توجهه إلى السوق لشراء ملابس العيد، بتاريخ 10/5/2021، حيث اعتدت عليه الضرب مدعيةً مشاركته في تظاهرة تصادف وجودها في رهط مع خروج نعمان إلى السوق.
وتشير حسنية إلى أن التواصل انقطع بينها وبين نجلها في ساعات ما بعد العشاء وأنها حاولت التواصل معه عدة مرات دون فائدة، إذ علمت بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلته بعد توجهها إلى مركزهم لتقديم بلاغ بفقدان آثاره.
وتلفت حسنية في حديثٍ خاص مع الجرمق إلى أن المحكمة الإسرائيلية قررت إبعاد نعمان عن منزله في رهط، بعد أن وجهت ضده لائحة اتهام، تتهمه فيها بإلقاء الحجارة على الشرطة، وضرب شرطي، ومحاولة الهرب من عناصر الشرطة أثناء اعتقاله.
ورغم وجود مقطع فيديو من إحدى كاميرات المراقبة يثبت أن نعمان لم يشارك في التظاهرة، تقول حسنية: "إلا أن قرار المحكمة كان جازمًا بأن يتم إبعاده عن رهط بعد حبس فعلي استمر لمدة 31 يومًا.. نعمان في فترة الإبعاد عانى من مشاكل عديدة.. قمنا بنقله إلى عدة أماكن بين منازل أقاربه في كفر قاسم، وبئر السبع".
وتوضح حسنية أن القاضي رفض آنذاك إبعاد نعمان إلى كفر قاسم، وأنه في نهاية الأمر وافق على بقاء نجلها في منزل أقاربه في بئر السبع، وتتابع، “كان وضعه النفسي صعب جدًا، كنا نستيقظ ونسمعه يصرخ ويتخيل أن الشرطة قادمة لاعتقاله.. حالة نعمان النفسية بدأت تؤثر على الأطفال الموجودين في المنزل".
وتشير حسنية في حديثها للجرمق إلى أن نجلها منذ أكثر من 5 أشهر مبعد عن العائلة، وأنها حاولت التواصل مع عدة جهات لفك قرار إبعاده، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل.